مقدمة عن التلفزيون وتحليل الظواهر البصرية المرتبطة به
التلفزيون هو تقنية تعني "الرؤية عن بعد" من خلال أجهزة وقنوات اتصال متقدمة. بفضل هذه التكنولوجيا، أصبحت الأرض قرية صغيرة يمكننا من خلالها مشاهدة الأحداث التي تقع في أي مكان بالعالم في لحظتها، بغض النظر عن البعد الجغرافي. يعتمد النظام التلفزيوني على ثلاث عمليات أساسية: تحويل الأشعة الضوئية الساقطة من المشهد المصور إلى إشارات كهربائية، إرسال هذه الإشارات عبر قنوات الاتصال، ثم تحويل الإشارات المستقبلة إلى صور مرئية.
بالإضافة إلى هذه العمليات الثلاث، يعتمد عمل النظام التلفزيوني على مجموعة من المبادئ العلمية والظواهر البصرية التي تجعل عرض الصورة ممكناً وفعالاً. في هذا المقال، سنستعرض بعض الظواهر الأساسية التي يعتمد عليها النظام التلفزيوني.
1. ظاهرة بقاء الرؤية
ظاهرة بقاء الرؤية تعني أن العين البشرية تحتفظ بالصور لفترة زمنية قصيرة بعد اختفائها، تتراوح هذه المدة بين 1/16 و 1/25 من الثانية. يعتمد التلفزيون على هذه الظاهرة بعرض عدد كافٍ من الصور الثابتة والمتتابعة بشكل سريع لتجعل المشاهد يشعر بأن هذه الصور تتحرك بشكل طبيعي، مشابهاً للحركة الأصلية للجسم.
2. ظاهرة الارتعاش الضوئي (Fliker)
الارتعاش الضوئي يحدث عندما تتلقى العين نبضات متلاحقة من الضوء وعدم الضوء. عند زيادة تردد النبضات ليصبح زمن كل نبضة أقل من زمن بقاء الرؤية، يختفي الارتعاش ويشعر الإنسان باستمرار الضوء. في التلفزيون، تم تحديد أن أقل عدد من الصور المقبول لتجنب الارتعاش هو 25 صورة في الثانية. لضمان إحساس المشاهد بالحركة السلسة دون ارتعاش، يتم عرض الصور في التلفزيون 50 مرة في الثانية.
3. الإحساس الوهمي بالحركة
لتشعر العين بالحركة الوهمية، يجب أن يتم عرض الصور في زمن أقل من زمن بقاء الرؤية. يعتمد هذا أيضاً على أبعاد الصورة (النسبة بين العرض والارتفاع)، والتي تكون عادةً 4:3 أو 5:3 لتحقيق أفضل إحساس بالحركة الطبيعية. أيضاً، العين تتميز بما يعرف بالقصور الذاتي البصري، حيث لا تشعر بالضوء أو انقطاعه فوراً، مما يسهم في تعزيز الشعور بالحركة المتواصلة.
تجربة بصرية لفهم ظاهرتي بقاء الرؤية والارتعاش الضوئي
لتجربة هذه الظواهر بنفسك، انظر إلى مصدر إضاءة كهربائي في المنزل. على الرغم من أن المصباح يبدو وكأنه ثابت، إلا أنه في الحقيقة يطفئ وينير بمعدل 50 مرة في الثانية. هذه الظاهرة تتماشى مع ظاهرتي بقاء الرؤية والارتعاش الضوئي، حيث لا تلاحظ العين هذا التغير السريع وتراه ثابتاً.
خاتمة
التلفزيون ليس مجرد وسيلة لعرض الصور، بل هو نظام متكامل يعتمد على مجموعة معقدة من المبادئ العلمية والظواهر البصرية. بفضل هذه الظواهر مثل بقاء الرؤية والإحساس الوهمي بالحركة، يمكننا الاستمتاع بتجربة مشاهدة سلسة وواقعية. فهم هذه الظواهر يمكن أن يفتح الباب لتحسين التقنيات المستقبلية في عالم التلفزيون.