ما هو القول الذي ردده جميع الرسل؟

الجواب الصحيح:

يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره.

لقد كان الأنبياء جميعًا يدعون أقوامهم بدعوة واحدة تتمحور حول التوحيد، حيث نجد في القصص القرآنية أن كل نبي كان يقول لقومه: "يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ" (الأعراف: 59). وقد أخبر الله تعالى أنه أرسل الأنبياء إلى أممهم لهذه الغاية، حيث قال: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" (النحل: 36) و "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء: 25).

إن الدعوة للتوحيد ليست مسألة فرعية، بل هي قضية منهجية رئيسة تتطلب من الدعاة أن يتبعوا أساليب الأنبياء في دعوتهم. وفيما يلي بعض المبادئ الأساسية المتعلقة بهذه القضية:

• تعبيد الناس لله: يجب أن يكون أساس الدعوة هو تحقيق التوحيد وعبادة الله، وهذا يعني أن الدعوة للتوحيد يجب أن تكون محور النشاط الدعوي، بغض النظر عن القضايا الأخرى.
• ترك المنكرات: كان الأنبياء يدعون أقوامهم لترك المنكرات، مثل التطفيف والبغي وإتيان الفواحش. قال النبي صلى الله عليه وسلم عن بعثته: "أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء" (رواه مسلم 832).
• الإخلاص والصدق: يجب أن يتحلى الداعية بالإخلاص في دعوته، بعيدًا عن الأغراض الاجتماعية أو السياسية.
• الوضوح في الدعوة: يجب أن تكون الدعوة واضحة وجلية، فلا يوجد ما يجب إخفاؤه عن الناس.
• الحذر من الانجراف: على الدعاة أن يحذروا من الانجراف وراء الأجندات السياسية أو الحزبية التي قد تلهيهم عن غايتهم الأصلية.
• ربط الناس بالله: يجب أن يرتبط الناس بالله، لا بالأشخاص، والاعتناء بتعليمهم فقه الكتاب والسنة بدلاً من آراء الرجال.

باتباع هذه المبادئ، يمكن للدعاة أن يكونوا على منهج الأنبياء في دعوتهم، مما يساعد على تعزيز التوحيد وتحقيق الأهداف السامية للدعوة الإسلامية.